تاريخ الجزائر القديم


لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفهم ما حدث داخل النفق المظلم، ما لم نبدأ الرحلة من أول الطريق.
قد تكون رحلة طويلة ومرهقة، لكن على حد قول الكاتب الإسباني باولو كويللو: "ربما يكون الكنز هو الرحلة"

الجزائر قبل التاريخ
الجزائر هي إحدى أقدم البقاع التي استوطنها الإنسان منذ الحقبة القبتاريخية، أي فترة ما قبل التاريخ، فوق هذه البقعة من الأرض تطورت الحضارة القبصية، التي تم اكتشاف آثارها جنوب مدينة قسنطينة، وهي الحضارة التي استمرت حتى بداية العصر الحديدي، وأيضاً الحضارة العاترية، وحضارة الطاسيلي.
يقول المؤرخون إن القبائل القبصية توجهت شمالاً بعد الجفاف التدريجي ، واستقرت في الفترة بين عام 5000 وعام 1500 قبل الميلاد شمال المغرب العربي، فتكونت القبائل البربرية الأولى ومنها المور، والماصول، والجيتول، قبل أن يصل الفينيقيون -وهم الشعوب الذين عاشوا شرق البحر المتوسط - إلى الساحل الشمالي لإفريقيا حوالي عام 1200 قبل الميلاد.
أسس الفينيقيون مراكز تجارية شمال الجزائر والمغرب، ثم أسسوا قرطاجة عام 800 قبل الميلاد، والتي تحولت إلى إمبراطورية حكمت منطقة غرب البحر المتوسط وأصبحت مركزًا تجاريًا هامًا، في الوقت الذي تكونت فيه الممالك البربرية الأولى مثل نوميديا الشرقية، ونوميديا الغربية، والمور.

الحروب البونيقية
في جنوب أوروبا صعدت روما كقوة جديدة في العالم، وبدأت سلسلة من الحروب بين قرطاج وروما عُرفت بالحروب البونية أو البونيقية، وذلك لأنَ الرومان أطلقوا على القِرطاجيين اسم البونيقيين نسبة لأصولهم الفينيقية.
اندلعت الحرب البونيقية الأولى عام 264 قبل الميلاد بهدف السيطرة على جزيرة صقلية بهجوم جيش قرطاجة على مدينة مسيانا، واستمرت الحرب 23 عاماً لتكون أطول صراع مستمر وأكبر الحروب البحرية في تلك الفترة بحسب المؤرخ اليوناني القديم بوليبيوس.
وفي عام 218 قبل الميلاد، هاجم القائد القرطاجي "حنبعل برقة" والمعرف أيضاً باسم "هانيبال" روما، براً وليس بحراً، فانطلق من مدينة قرطاجنة بالأندلس أو إسبانيا حالياً مروراً بجنوب أوروبا، ثم عبر جبال الألب في رحلة شهيرة في التاريخ، وحقق انتصارات كبيرة على جيوش روما، واستمرت الحرب عشر سنوات إلى أن تمكن جيش روما بقيادة سكيبيو الإفريقي من هزيمة جيش قرطاج، فكانت بداية اضمحلال قوة قرطاجة، خاصة بعدما تحالف ملك نوميديا الغربية مع روما.
في عام 202 قبل الميلاد، التقى جيش قرطاج بقيادة هنيبال وجيش روما بقيادة سكيبيو الإفريقي في معركة زاما
على الحدود الجزائرية التونسية حالياً، وهُزم جيش قرطاج، فقام مجلس الشيوخ القرطاجي بطلب السلام، لينهي الحرب التي دامت 17 عاماً.
في ذلك الوقت تحالف ملك نوميديا الشرقية ماسينيسا مع الرومان، في حين تحالف صيفاقس ملك نوميديا الغربية مع قرطاجة، واشتعلت الحرب بين نوميديا الشرقية والغربية إلى أن تمكن الملك صِيفاقِس عام 205 قبل الميلاد من الانتصار وضم نوميديا الشرقية إلى مملكته.
لكن بعد سنتين استطاع ماسينيسا بدعم من روما تحقيق الانتصار على صيفاقس، ووحد نوميديا الشرقية والغربية تحت سيادته، وضم أيضاً مناطق من قرطاجة
وفي عام 149 قبل الميلاد، هاجم الرومان القرطاجيين مما أدى إلى اندلاع الحرب البونيقية الثالثة، والتي أدت إلى تدمير مدينة قرطاجة، وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية عام 146 قبل الميلاد.

احتلال الرومان لنوميديا
كان الملك ماسينيسا يتطلع إلى توحيد المغرب الكبير، وناصرته روما في صراعه ضد قرطاج، لكن في الوقت ذاته أرسلت جيوشها خشية نجاحه في توحيد شمال إفريقيا، وبعد انتصار روما على قرطاج، تمكن يوغُرطة حفيد ماسينيسا من توحيد نوميديا تحت سيادته، إلا أن الرومان حاربوه وقبضوا عليه ليموت في سجنه بروما عام 104 قبل الميلاد.
واستمرت الحروب بين ملوك نوميديا، وفي ظل هذا الهرج والمرج استوطن الرومان بلاد النوميد، وعملوا على توسيع نفوذهم العسكري، ومصادرة الأراضي من أصحابها لصالح المستعمرين، ثم شرعوا في رسم الحدود وتعبيد الطرق لربط المدن، وفيما بعد قسم الإمبراطور الروماني كلوديوس نوميديا إلى موريتانيا القيصرية، وموريتانيا الطنجية.

غزو الوندال
في أوروبا، كانت قبائل الوندال التي تدين بالمسيحية على مذهب الآريوسية، تعاني اضطهاد الكنسية الرومية التي تدين بعقيدة الثالوث، لكنهم استطاعوا التوحد وأقاموا دولة قوية جنوب أوروبا.
وفي عام 429 ميلادية بدأ غزو الوندال لشمال إفريقيا ودارت الحروب بينهم وبين الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحتل المنطقة، إلى أن تمكن الوندال من هزيمة الرومان واحتلوا قرطاجة عام 439 ميلادية، ثم توسعوا فاحتلوا جزيرتي سردينيا وكورسيكا.
لكن ثورات القبائل الأمازيغية زعزعت استقرار الوندال، إلى أن أعلن الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الحرب على المملكة الوندالية، وتمكن من احتلال قرطاجة عام 534 ثم استولى على نوميديا وسردينيا، بيد أن ثورات الأمازيغ لم تهدأ ضد البيزنطيين أيضاً، وقامت على أرض الجزائر عدة إمارات مستقلة عن سلطة الحكم البيزنطي.

صعود دولة الإسلام
في ذلك الوقت كان نجم قوة عظيمة قد بدأ يبزغ في شبه الجزيرة العربية بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده توسعت الدولة الإسلامية على حساب الممالك البيزنطية المتاخمة لها، وفتح عمرو بن العاص مصر عام 641 ميلادية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم توجه إلى برقة، ثم إلى طرابلس، وحقق جيش الإسلام انتصارات كبيرة على الرومان وقبائل البربر الموالية لهم.
وفي بداية الدولة الأموية، وضع الخليفة معاوية بن أبي سفيان القائد الحربي عقبة بن نافع على رأس جيش الإسلام لفتح المغرب العربي، فتمكن من الوصول إلى تونس وأسس مدينة القيروان عام 666 ميلادية.
وفي عهد الخليفة يزيد بن معاوية، استكمل عقبة بن نافع فتح الشمال الإفريقي حتى وصل إلى شواطئ المحيط الأطلسي شمال أغادير، وبعد عدة محاولات من الرومان والبربر للتمرد على الفتح الإسلامي، استطاع القائد حسان بن النعمان عام 701 هزيمة جيش الكاهنة ديهيا قائدة البربر، وأنشأ مدينة تونس بالقرب من قرطاج.
واستكمل القائد موسى بن النصير فتح بلاد المغرب، فاستعاد المدن والأقاليم من المتمردين البربر حتى وصل إلى طنجة وعين طارق بن زياد والياً عليها، والذي واصل قيادة الجيوش الإسلامية نحو الأندلس.
وهكذا توحد الشمال الإفريقي تحت راية الإسلام وأصبح المغرب الأوسط أو الجزائر جزءاً من الدولة الأموية، ثم العباسية.

الدولة الرستمية
وفي عام 784 أسس عبد الرحمن بن رستم الدولة الرستمية التي حكمت الجزائر ومقرها مدينة تيهرت أو تيارت حالياً، واتخذت السلالة الرُستمية مذهب الإباضية الذي أسسه عبد الرحمن بن إباض مذهباً رسمياً لدولتهم المستقلة عن الخلافة العباسية، واعتمدوا اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية.
واستمر حكم بني رستم إلى أن أسس الفاطميون في المغرب الأقصى الدولة الفاطمية أو الدولة العبيدية كإحدى دول الخلافة الإسلامية، والخلافة الوحيدة التي اتخذت من المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهباً رسمياً للدولة، واستطاع الفاطميون القضاء على دولة الأغالبة، ثم استولوا على تيهرت وخلعوا آخر حكام بني رستم وهو يقظان بن محمد عام 909.

الدولة الفاطمية
اتخذ الفاطميون من المهدية عاصمة لهم، واستمر التوسع الفاطمي في شمال إفريقيا على حساب الدولة العباسية وصولاً إلى مصر التي دخلها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 969، وبنى مدينة القاهرة، ثم قرر الخليفة المعز لدين الله الانتقال من المهدية إلى القاهرة، واتخذها عاصمة لدولته، وقام بتعيين بلكين بن زيري على إمارة إفريقية أي تونس وشمال شرق الجزائر حالياً.
بعد نقل مقر الخلافة؛ اندلعت الثورات المحلية في المغرب الأوسط، وسيطرت قبيلة زناتة على تيهرت، فانطلق بلكين بن زيري في حملة لوقف التمرد، وسيطر على المدينة بعدما أعمل فيها القتل والبطش، ثم توجه إلى تلمسان التي استسلمت دون مقاومة، كما استسلمت باقي مدن المغرب الأوسط له.

حكم الزيريين
وبعد وفاة بلكين، قرر الخليفة العزيز بالله الفاطمي تعيين المنصور بن بلكين خلفاً لأبيه على ولاية إفريقية، فاتخذ من القيروان مقراً له ولأبنائه من بعده، والذين عُرفوا بالزيريين أو بنو زيري، في حين أسس أخوه حماد بن بلكين سلالة بني حماد الذين كانوا على مذهب السنة خلافاً للدولة الفاطمية، وحكموا الجزء الغربي من الجزائر.
وخَلف المنصور ابنه باديس بن المنصور، ومن بعده ابنه المُعز بن باديس الذي استهل فترة حكمه بحملة عسكرية على الحماديين، لكنه اكتفى بالسيطرة على المنطقة، وعقد الصلح والتحالف مع أبناء عمومته بني حمّاد، وتوالى الحكام الزيريون إلى أن حل القحط بالمنطقة، فاستغل ملك صقلية ذلك وتوجه على رأس أسطول كبير إلى المهدية.
وبعد عدة مناوشاتٍ، هرب آخر الحكام الزيريين وهو الحسن بن علي بن يحيى ولجأ إلى أبناء عمومته بني حماد عام 1148، وسقطت المهدية في أيدي الروم دون قتال مما أدى إلى نهاية الدولة الزيرية.

دولة المرابطين
في وقت سابق، تأسست في المغرب الأقصى دولة المرابطين حوالي عام 1235، وانطلقت من دعوة إصلاحية مبنية على المذهب المالكي السُني، لذا أطلقوا على أنفسهم مسمى "دولة الرباط والإصلاح"، وتحولت الدولة إلى قوة اقتصادية وعسكرية، وضمت إلى صفوفها القبائل الصنهاجية البدوية، ثم تحركوا نحو الشمال لمواجهة الزيانيين المسيطرين على الخط التجاري الواصل بين الصحراء والأندلس، واستطاعوا توحيد المغرب تحت سيادتهم، وتوسعت دولة المرابطين شمالاً فضمت أجزاء من الأندلس بعد استنجاد ملوك الطوائف بهم، لتصبح حدود دولة المرابطين الشمالية متاخمة لقشتالة، وحدودها الشرقية مشتركة مع بني زيري وبني حماد.
أسس يوسف بن تشفين مدينة مراكش واتخذها عاصمة لدولة المرابطين، واستمر في الحكم قرابة 37 عاماً، وتوطدت أركان الدولة إلى أن اندلعت الثورات في الأندلس والمغرب، وسيطرت حركة الموحدين -وهم من قبائل زناتة- على مراكش، واستطاع الموحدون القضاء على دولة المرابطين حوالي عام 1147

دولة الموحدين
وتوسعت دولة الموحدين وضمت تلمسان ووهران قبل أن تتمكن من السيطرة على مراكش وفاس، وتقدموا في المغرب الأوسط حتى دخلوا مدينة الجزائر عام 1153، واستمر التوسع شرقاً وصولاً إلى طرابلس. وشمالاً جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، وبذلك توحد المغرب العربي كاملاً تحت سلطان الموحدين. إلى أن تحالفت ضدهم جيوش أوروبا بزعامة مملكة قشتالة، وهُزم الموحدون في معركة حصن العُقاب عام 1212 إيذاناً ببدء نهاية وجود المسلمين في الأندلس، كما ضعفت قوة الموحدين أيضاً في شمال إفريقيا، فسقطت تونس في أيدي الحفصيين، والمغرب الأوسط (الجزائر) في أيدي الزيانيين، والمغرب في أيدي بني مرين أو"الدولة المرينية"، وانتهت دولة الموحدين عام 1269

تهديد الإسبان
وفي القرن الرابع عشر، شهدت بلاد المغرب تدهوراً عاماً، وساد التنافس بين السلالات الحاكمة والحروب الداخلية والثورات الاجتماعية، إلى جانب التراجع الديموغرافي وانخفاض عدد السكان نتيجة الجفاف، والأوبئة، كما أصبحت مملكة الزيانيين مجزأة وضعيفة بسبب الخلافات الأسرية، وفي عام 1492 سقطت غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس، وفي أعقاب سقوطها؛ بدأ طرد الموريسكيين من الأندلس، وهم المسلمون الذين بقوا بعد سقوط الحكم الإسلامي وأجبروا على اعتناق المسيحية، أو الرحيل، فوفدت أعداد كبيرة منهم إلى المغرب، واستضافت مدينة الجزائر 25,000 موريسكي، الأمر الذي ساهم في التوسع الحضري للمدينة.
وفي بداية القرن السادس عشر بدأت محاولات إسبانيا لغزو المدن الساحلية في الجزائر، واحتلوا تلمسان، ووهران، وبجاية، وغيرها من المدن، فقدم قائد قبيلة الثعالبة سليم التومي الولاء للقائد الإسباني الذي اشترط دفع ضريبة باهظة وإطلاق سراح المسيحيين الأسرى في يد سكان المدينة، وفرض بناء قلعة عُرفت بحصن الصخرة فوق إحدى الجزر المُقابلة لمدينة الجزائر، فأصبح هذا الحصن مصدر خطر دائم يُهدد المدينة.

عروج وخير الدين بربروس
في ذلك الوقت، كانت الدولة العثمانية التي أسسها عثمان الأول بن أرطغرل عام 1299 في أوج قوتها بعد فتح أغلب بلاد البلقان، وفتح القسطنطينية عام 1453، فأوفد سكان الجزائر وفداً لطلب المساعدة من العثمانيين، وسار الأخوان بربروس "عروج، وخير الدين" بسفنهم وجيشهم نحو بلاد المغرب، وحققا انتصارات كبيرة على الأسبان، وحاولا تحرير بجاية، لكنهما لم يتمكنا بادئ الأمر، فنقلوا تمركزهم إلى مدينة جيجل، وتردد أسطولهم على إسبانيا لإنقاذ المسلمين المضطهدين هناك، وأغار خير الدين على جزر البليار وأسر الآلاف كانتقام من الأسبان.
حاول الأخوان بربروس أكثر من مرة تحرير بجاية لكن كانت تحصينات الإسبان وقلة الذخائر عائقاً وقف أمام بلوغ الهدف، إلى أن أرسل إليهما السلطان العثماني أربع عشرة سفينة وعددا من المقاتلين وكمية من الأسلحة والذخائر، فاستعد الأخوان لمعركة كبيرة في سبيل استرجاع مدينة بجاية، لكنهما قررا تغيير الوجهة إلى مدينة الجزائر، فشكّل عروج قوة برية، وقاد خير الدين أسطولاً بحرياً.
وسرعان ما سيطر الأخوان بربروس على المدينة، وبايع أهلها عروجاً أميراً للجهاد.

الحكم العثماني للجزائر
وفي أواخر عام 1516 توجهت قوة إسبانية من وهران إلى الجزائر، لكن عروج أوقع بهم هزيمة كبيرة، واستمرت حروبه وانتصاراته إلى أن تمكن الإسبان من قتله عام 1518.
بعد مقتل عروج أصبحت الجزائر مُهددة بالخطر من كل جانب، فقرر خير الدين مغادرتها والجهاد ضد القراصنة في البحار، لكن أهل الجزائر عرضوا عليه فكرة ربط الجزائر بالدولة العثمانية لتكتسب الحماية والدعم من العثمانيين، فأرسل خير الدين إلى السلطان العثماني سليم الأول الذي كان موجوداً بمصر يعرض عليه فكرة انضمام الجزائر إلى الدولة العثمانية، فوافق السلطان وأرسل إليه مجموعة من الجنود الإنكشاريين وعدد من المدافع والذخائر الحربية، وعينه حاكماً على الجزائر بلقب بايلر باي، وهو لقب عثماني يعني أمير الأمراء.
وبذلك أصبحت الجزائر آيلة عثمانية، وبدأ عصر الحكم العثماني للجزائر وبلاد المغرب.

ومما يجدر ذكره، أن المؤرخين اختلفوا كثيراً حول هذه الفترة الهامة، فمنهم من رأى الوجود العثماني احتلالاً، ومنهم من رآه عوناً ودعماً وامتداداً للجذور والهوية الإسلامية للجزائر.
ما زلنا على الطريق نحو النفق، ويبدو أنه ما زال بعيداً

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال